تحدث مصطفى حجي، نجم المنتخب الوطني المغربي السابق، عن أهمية استضافة المغرب لبطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم “توتال إنرجيز” 2025، التي ستقام على أرضه لأول مرة منذ عام 1988.

وقال حجي، الذي عاش تجربة خوض نهائيات كأس إفريقيا للأمم لاعبا ومدربا، خلال حديثه مع موقع “الكاف” إن المغرب محظوظ بفرصة استضافة هذه البطولة القارية العريقة، مشيرًا إلى أن ذلك يعد شرفًا كبيرًا للبلاد.

وأضاف نجم أسود الأطلس السابق أن هذه البطولة ستكون فرصة كبيرة للمغرب لإظهار كفاءته في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، لاسيما أن المملكة أصبحت اليوم تحتل مكانة مرموقة على الصعيدين القاري والدولي في مجال كرة القدم.

وأوضح الفائز بالكرة الذهبية سنة 1998، أن المغرب يمتلك بنية تحتية حديثة وموقعًا جغرافيًا مميزًا، يسهل على أبناء الجاليات الإفريقية في أوروبا التنقل إلى المملكة ومتابعة المباريات.

وأشار الدولي السابق إلى أن قرب المغرب من القارة الأوروبية، حيث يفصل بينه وبين برشلونة ساعتين فقط، وبين باريس ثلاث ساعات، سيتيح فرصة فريدة للجماهير الأوروبية للمشاركة في هذا الحدث الرياضي الكبير، معتبرا أن البطولة ستكون أكثر من مجرد منافسة رياضية، بل هي مهرجان ثقافي يعكس روح القارة السمراء وتطلعات شبابها.

وحول التحديات التي قد يواجهها المنتخب المغربي، أكد حجي أن الضغط سيكون كبيرًا، بالنظر إلى أن البطولة ستُقام على أرضه وبين جماهيره، مما سيزيد من الضغط على اللاعبين.

وأضاف: “التحدي سيكون هائلًا، لأن كرة القدم الإفريقية تتطور بسرعة، والفرق الكبيرة أصبحت في كل مكان. اليوم، لا يوجد فريق ضعيف أو سهل، وبالتالي يجب على المغرب أن يستعد بكل جدية.”

وأشار نجم المنتخب السابق إلى أن الكتيبة الوطنية، رغم الجيل الاستثنائي الذي يمتلكه حاليًا، لن يكفيه فقط الأداء الجميل لتجاوز التحديات، بل سيكون من الضروري العمل الجاد في كل مباراة، مع احترام جميع المنافسين.

وتابع حجي حديثه حول أسلوب اللعب، مشيرًا إلى أن بطولة كأس الأمم الإفريقية تتطلب توازنًا بين اللعب الجميل والجانب البدني القوي.

وقال: “المنتخب المغربي يمتلك هوية لعب مميزة، لكن في بطولة مثل كأس الأمم الإفريقية، يجب أن نكون مستعدين للتحديات البدنية والضغوطات النفسية. من الضروري أن نكون في قمة تركيزنا طوال البطولة.”

وأكد المتحدث أن قوة المنافسين تتطلب استعدادًا خاصًا من جميع اللاعبين لتحقيق النجاح، واصفًا المسابقة بأنها ليست سهلة على الإطلاق.

أما عن أبرز المنافسين في البطولة، فقد أكد حجي أن جميع المنتخبات ستكون خصومًا قوية، وأن كل مباراة ستكون حاسمة.

وأضاف: “الفرق التي تنهي في المركز الثالث في مجموعاتها قد تكون أخطر من الفرق التي تحتل المراكز الأولى، لأن هذه الفرق غالبًا ما تملك دافعًا كبيرًا لإثبات نفسها.”

واختتم مصطفى حجي حديثه بذكرياته العاطفية عن مشاركاته في كأس أمم إفريقيا، وقال إنه يظل يتذكر اللحظات التي كان يرى فيها الأطفال يركضون خلف الحافلات بعد المباريات، وهو ما يعكس تأثير كرة القدم الكبير في القارة الإفريقية.

وأضاف: “رؤية هؤلاء الأطفال وهم يركضون خلف الحافلة شيء رائع يمنحني إحساسًا عميقًا بأننا نقدم لهم الأمل. كرة القدم في إفريقيا أكثر من مجرد رياضة، هي أداة لتمكين الأجيال المقبلة وتحقيق أحلامها.”

تجدر الإشارة إلى أن قرعة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025 التي ستحتضنها العاصمة المغربية الرباط، مساء الإثنين 27 يناير 2025، ستنطلق عند الساعة السابعة مساءً بتوقيت المغرب.