يواجه نادي برشلونة الإسباني أزمة إدارية ومالية ضخمة، بعد فشله في تسجيل لاعب الوسط الإسباني داني أولمو في قائمة الفريق، مما يضعه في موقف صعب قد يؤثر على مستقبل النادي في الموسم الحالي. 

وبعد أن ظل برشلونة يعمل في الساعات الأخيرة على حل هذه الأزمة، أصبح أولمو الآن لاعبًا حرًا، ما يعني أنه يحق له التوقيع مع أي فريق آخر بداية من يناير 2025، في حالة استمرار الأزمة. 

فشل النادي في التسجيل جاء بسبب القيود المفروضة على الرواتب، وهو ما يعكس حجم المشكلة التي يعيشها الفريق في الوقت الراهن.

رابطة الليجا تحذف أولمو من قائمة برشلونة

بحسب تقرير صحيفة "سبورت" الكتالونية، قررت رابطة الدوري الإسباني "الليجا" حذف اسمي داني أولمو وباو فيكتور من قائمة اللاعبين المسجلين على موقع الرابطة الرسمي، وذلك بعد فشل برشلونة في تقديم الأوراق المطلوبة لتسجيل اللاعبين بشكل رسمي قبل الأول من يناير 2025.

 هذا القرار جاء نتيجة للقيود المالية التي يعاني منها النادي الكتالوني، وهو ما يعكس مدى تأثير هذه القيود على تحركات برشلونة في فترة الانتقالات.

ومن جانبها، أكدت الصحيفة أن برشلونة بذل جهودًا كبيرة للحصول على ترخيص استثنائي من أجل تسجيل اللاعبين، لكن رابطة "الليجا" تمسكت بموقفها ورفضت منح النادي أي استثناء، مشيرة إلى أن النادي لم يقدم أي بدائل تسمح له بتسجيل اللاعبين اعتبارًا من 2 يناير الجاري.

خسائر مالية فادحة تهدد برشلونة

الأزمة الحالية تحمل تداعيات مالية خطيرة على نادي برشلونة، الذي قد يتعرض لخسائر تقدر بمئات الملايين من اليوروهات في حال استمرار هذا الوضع. 

وبحسب الصحيفة، فإن خسائر برشلونة قد تصل إلى حوالي 263 مليون يورو، وهو رقم ضخم قد يزيد من تعقيد وضع النادي في الفترة المقبلة.

إذا ثبت أن برشلونة لن يتمكن من الاعتماد على داني أولمو في النصف الثاني من الموسم، فسيصبح اللاعب حرًا، ويحق له الحصول على قيمة عقده بالكامل حتى عام 2030، أي حوالي 48 مليون يورو.

 هذا الرقم يأتي بالإضافة إلى 55 مليون يورو تم دفعها لنادي لايبزيج في الصيف الماضي كقيمة لانتقال أولمو، وهو مبلغ لم يدفع بالكامل بعد ويجب على برشلونة استكمال دفعه، حتى في حالة رحيل اللاعب عن النادي.

لكن الصدمة الأكبر هي أن أولمو سيصبح لاعبًا حرًا بعد فترة قصيرة، مما يعني أن برشلونة لن يحصل على أي مقابل مادي من انتقاله إذا رحل عن النادي، رغم أن قيمته السوقية حاليًا تبلغ نحو 60 مليون يورو، وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت". 

هذا المبلغ سيخسره النادي بالكامل، لأن أولمو سيكون في وضع يسمح له بالتوقيع مع أي فريق آخر مجانًا في الصيف المقبل.

أزمة اقتصادية تطارد النادي الكتالوني

عجز برشلونة عن تسجيل أولمو بسبب قيود الرواتب يعد جزءًا من أزمات مالية أوسع يعاني منها النادي منذ عدة سنوات، حيث ظل برشلونة يعاني من العجز في الميزانية بسبب سوء إدارة الأموال والصفقات، وكذلك بسبب القيود المالية التي فرضتها رابطة "الليجا". 

النادي كان قد اضطر إلى بيع بعض الأصول والإجراءات المالية الاستثنائية من أجل التخفيف من هذه الأعباء، مثل بيع مقاعد كبار الشخصيات (VIP) في ملعب "كامب نو" لمدة 20 عامًا مقابل 100 مليون يورو.

لكن هذه الصفقة لم تكن بنفس المبلغ الذي كان يتفاوض عليه النادي في البداية، حيث كان من المفترض أن تصل قيمة الصفقة إلى 200 مليون يورو، إلا أن الشركة القطرية التي فازت بالصفقة خفضت عرضها بشكل كبير عندما وجدت أن الرئيس خوان لابورتا في وضع حرج، ما يزيد من تعقيد الوضع المالي للنادي.