كأس العالم 2030.. ورقة تقنية عن الملاعب المرشحة للإفتتاح والنهائي

قدم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تقريره التقييمي حول نهائيات كأس العالم 2030، وهي النسخة المشتركة التي تضم ملفًا واحدًا فقط بين إسبانيا والبرتغال والمغرب معًا، استعدادا ليوم 11 دجنبر الجاري حيث سيعلن المجلس التنفيذي للإتحاد الدولي للكرة القدم رسميًا عن مصادقته على تنظيم كأس العالم 2030، وهو المشروع الذي يضم 17 مدينة مضيفة و30 ملعبًا.

ويمنح ذات التقرير التقييمي الخاص بكأس العالم 2030، التي ستقام في الفترة من 13 يونيو إلى 21 يوليوز، والذي قدمته أعلى هيئة في عالم كرة القدم يوم الجمعة الماضية، درجة 4.2 من 5 لترشيحات ثلاث دول ويوضح تفاصيل ثلاثة ملاعب مرشحة لاستضافة المباراة الافتتاحية والنهائي.

يتعلق الأمر بملعب الحسن الثاني الكبير في الدار البيضاء، وملعب سانتياغو بيرنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد، بالإضافة إلى ملعب “الكامب نو” بمدينة برشلونة، سيتم تحديد المباريات التي ستحتضنها بعد خوض مفاوضات بين البلدان الثلاثة في ملف التنظيم المشترك، بالإضافة إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم.

نستعرض فيما يلي ورقة حول الملاعب الثلاثة.. تاريخها، ومراحل تطورها، والمعطيات التقنية في مشاريع إنجازها، وكيف ستكون مؤهلة لاستضافة أكبر المباريات قيمة وحضورا جماهيريا في نهائيات كأس العالم 2030.

 

ملعب الحسن الثاني

بدأت أشغال بنائه بجماعة المنصورية التابعة لإقليم بنسليمان بجهة الدار البيضاء-سطات يوم 15 غشت 2024 وستمتد لـ4 سنوات، في أفق نهايتها في نونبر 2028، وحسب ما جاء في ملف الترشح، الخاص بمدينة الدار البيضاء، سيتم تشييد الملعب والمرافق المحيطة به على مساحة 100 هكتار، بالإضافة إلى تشييد الملعب الرئيسي، الذي سيتسع لـ115 ألف متفرج على مساحة تزيد على 225 هكتار، سيتم تشييد مجموعة من المرافق المحيطة به.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية للملعب ومرافق الرياضة والخدمات الأساسية وخدمات الترفيه المرافقة له، فقد وضعت الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية “سونارجيس”، والوكالة الوطنية للتجهيزات العامة “ANEP”، مجموعة من الشروط والمعايير أمام الشركات المتنافسة، يجب احترامها، من قبيل تشييد 4 ملاعب مرافقة ذات عشب معتمد من طرف الاتحاد الدولي “فيفا”، مستودعات اللاعبين والحكام، بنايات خاصة بالمنظمين، مباني إضافية مخصصة للمشاهدين، (المرافق الصحية، المطاعم، محلات البيع، محلات تجارية)، قاعات مساحات للتجمع العام، مرافق الإسعافات الأولية، مواقف خاصة بسيارات الإسعاف، مقرات خاصة بالإعلاميين والمعلقين الإذاعيين والتلفزيونيين والمصورين، مراكز مخصصة لخدمات الطوارئ والأمن، مواقف سيارات اللاعبين والمسؤولين، إدارة الملعب، مراكز التذاكر، مركز دولي للبث الإذاعي والتلفزيوني، مستودعات للتخزين، مركز لإدارة النفايات، ملعب ألعاب القوى بسعة 25 ألف متفرج، صالة رياضية داخلية، صالة جمباز، مسبح أولمبي، ومركز مؤتمرات ومعارض، ومركز تسوق، مدينة رياضية، حديقة، فندق.

ويضم الملف التقني للملعب أيضا ملاعب للتدريب على مساحة 68898 متر مربع، وفندق على مساحة 15030 متر مربع، ومركزان تجاريان، الأول يقام على مساحة 10971 متر مربع، والثاني على مساحة 12237 متر مربع، ومحيط طبيعي صديق للبيئة، ومركز للمؤتمرات والمعارض يقام على مساحة 36307 متر مربع، وفضاء للألعاب على مساحة 14263 متر مربع، وملعب بمضمار ألعاب القوى على مساحة 38222 متر مربع، وصالة الرياضات على مساحة 28957 متر مربع، وقاعة للتمارين الرياضية على مساحة 27486 متر مربع، ومسبح على مساحة 43282 متر مربع، و4 مواقف للسيارات والحافلات على مساحة 28 هكتارا، تتسع جميعا لـ10463 سيارة، الأول يتسع لـ2840 سيارة، والثاني يتسع لـ1847، والثالث يتسع لـ19556، والرابع يتسع لـ3820 سيارة.

ومن المشاريع المبرمجة بالموازاة مع ملعب الحسن الثاني، تعزيز وتقوية البنية التحتية الطرقية المؤدية إلى الملعب (إجمالي مسافة 64,3 كلم)، وذلك من خلال تقوية وتوسيع الطريق السريع، بناء جسور وقناطر، بناء تقاطعات الطرق من أجل تسهيل الوصول إلى الملعب من 3 مداخل رئيسية.

وسيرتبط الملعب أيضا بشبكة المواصلات العمومية من قطارات وحافلات وسيارات أجرة.

 

ملعب سبوتيفاي كامب نو

يخضع اليوم ملعب نادي برشلونة كامب نو لإعادة بناء بعد هدم نسبة كبيرة من الملعب القديم الذي كان قد تأسس سنة 1954 وكان يعد الأكبر في القارة الأوربية، وقد تكلفت بالمشروع الجديد في جانب التصميم شركة “نيكن سيكاي” اليابانية، فيما فازت الشركة التركية العملاقة “نيكاي” بصفقة البناء.

وتتضمن المعطيات التقنية لمشروع الملعب الجديد، أن طاقته الإستيعابية ستصل إلى حوالي 105.000 متفرج بمدرجات مزودة بجميع وسائل الراحة والخدمات، مع واجهة مفتوحة مكونة من 3 حلقات وسقف مقطعي مائل يتكامل فيه بشكل مثالي مع الفضاء الخارجي، ويحافظ على الوصول إلى مستوى الشارع حول الملعب، ويمكن الوصول إلى المدرجات عبر الأدراج الإلكترونية المتحركة والمصاعد في الطابقين الثاني والثالث.

كما يتضمن السقف حلقة عرض كبيرة بزاوية 360 درجة مع رؤية واتصال لكل من الجزء الداخلي من الملعب والمدينة.

وسيكون ملعب “سبوتيفاي كامب نو” صديقا للبيئة عبر تخزين مياه الأمطار ومعالجتها واستغلالها في ري العشب للملعب الرئيسي، ووضع لوحات عملاقة للطاقة الشمسية بغرض الوصول إلى تغطية نسبة 70 بالمائة من حاجيات الملعب من الطاقة الكهربائية.

وستشكل طبقات المدرجات ثلاث حلقات من محيط الملعب، حيث ستتوفر على المطاعم والمقاهي والمتاجر ونقاط مفتوحة على مشاهدة مدينة برشلونة من أمكنة مرتفعة، وستشكل هذه الممرات أسفل المدرجات واجهة مفتوحة للترفيه والتسوق في الأوقات الخارجة عن التباري.

وسيسمح التصميم بأن يتسلل الضوء القادم من البحر الأبيض المتوسط عبر السقف ويدخل عبر الواجهة المفتوحة. وسيتم حماية المشجعين من الرياح والأمطار من خلال إغلاق زجاجي مناسب وفي مواقع استراتيجية.

وتقول المعطيات التقنية للملعب، أنه سيتم بناء هيكله من الكابلات الفولاذية وستكون مادة التغطية هي ETFE، PTFE والبوليكربونات، وسيحتوي الغلاف على أحدث التقنيات بشاشات عملاقة والإضاءة الميدانية ومكبرات الصوت ونقاط اتصال بشبكة إنترنيت عالية الصبيب، وقد تم وضع نظام لامتصاص أصوات الجماهير وضمان عدم تأثيرها على سكان الأحياء المجاورة للملعب.

كما عمل التصميم على زيادة وتحسين نقاط المأكولات الخفيفة في الحزام الخارجي للملعب، وتخصيص جزء من منطقة المشجعين مخصصة للعائلات في الطابق الثالث، كما وضع تصاميم متطورة لضمان وصول الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة إلى الأماكن المخصصة لهم ولمرافقين في المدرجات، كما يتضمن المشروع خدمات ولافتات أفضل للمشاهدين الذين يعانون من قصور في قدراتهم السمعية والبصرية.

ومن المقرر أن تنتهي الأشغال في المشروع الكامل لملعب “سبوتيفاي كامب نو” بمختلف مرافقه في شتنبر 2026، فيما تقرر أن يعود نادي برشلونة إلى اللعب فيه في منتصف سنة 2025 بموازاة مع الأشغال الدائرة فيه.

 

ملعب سانتياغو بيرنابيو

منذ بنائه عام 1947، شهد ملعب سانتياغو بيرنابيو الكثير من أوراش الترميم وإعادة الهيكلة والتأهيل، وطوال هذه السنوات استضاف العديد من المباريات التاريخية في المنافسات الكروية الكبرى مثل نهائي كأس العالم 1982 ونهائي كأس أوربا للأمم سنة 1964، بالإضافة إلى نهايات الكؤوس الأوربية للأندية عدة مرات.

وفي سنة 2019 قررت إدارة ريال مدريد برئيسها فلورينتينو بيريز، إعادة هيكلة شاملة لملعب سانتياغو بيرنابيو بغرض جعله واحدا من أفضل ملاعب العالم.

تكلف بإعداد تصميم ملعب “البيرنابيو الجديد” المهندسان الإسباني رافاييل دي لاهوز والألماني نورمان فوستر، وفازت شركة البناء الألمانية الشهيرة GMP بصفقة إعادة هيكلته، وقد رصدت له ميزانية 500 مليون اورو، جاءت من مداخيل المعلنين ومساهمات المنخرطين والمستثمرين، واستمرت فيه الاشغال أربع سنوات انتهت في شهر دجنبر من سنة 2023.

وتبلغ الطاقة الإستيعابية لملعب سانتياغو بيرنابيو الجديد حوالي 78 ألف متفرج تم تعديل السعة بشكل طفيف مقارنة بالتصميم القديم، حيث كانت سعة الملعب قبل التحديث حوالي 80,000 متفرج، حيث تم تحسين جميع المقاعد لتوفير تجربة مشاهدة أفضل للمتفرجين.

فيما يتعلق بالتصميم المعماري فالملعب حافظ على شكله الكلاسيكي الذي يتميز به منذ افتتاحه عام 1947، لكن مع إضافة لمسات عصرية تم التركيز فيها على التكنولوجيا المتقدمة والإضاءة المبتكرة لكي يضفي عليه طابعاً حديثاً.

وقد تم تغليف الملعب بغشاء معدني يغطي الملعب بشكل كامل، بحيث يُمكن استخدام سقف متحرك في الأحوال الجوية مع إمكانية إغلاق السقف عند الحاجة، وهو الشيء الذي مكن الملعب في الأوقات الخارجة عن برنامج مباريات ريال مدريد من استضافة فعاليات رياضية وثقافية مختلفة بغض النظر عن الأحوال الجوية.

ويستخدم ملعب سانتياغو بيرنابيو تقنيات عرض متقدمة، مع شاشات عملاقة في كل أرجاء الملعب توفر تجربة مشهدية ممتازة للجماهير.

إضافة إلى ذلك، يعتمد الملعب على التقنيات الذكية في مراقبة الجمهور في المدرجات وتمكينهم من استخدام الإنترنت عالي السرعة وتكنولوجيا الـ 5G.

كما يتوفر الملعب على آخر تقنيات نظام إضاءة LED من النوع المتطور، مما يساعد على تقليل استهلاك الطاقة بطريقة مثالية.

ويوجد بالملعب الجديد العديد من المناطق التجارية والفنادق، بالإضافة إلى محلات تجارية تابعة لنادي ريال مدريد، والتي تسمح للزوار بالتسوق طوال اليوم، بالإضافة إلى مطاعم ومقاهي توفر جلسات فاخرة للمشجعين والزوار.

وفي الجانب البيئي يتوفر ملعب سانتياغو بيرنابيو الجديد على أنظمة الطاقة المتجددة وتخزين مياه الأمطار، وكذلك تكنولوجيا توفير الطاقة.

أما فيما يتعلق بصيانة العشب، فيتوفر الملعب الجديد على نظام فريد للصيانة، يعتمد على تحريك طبقات أرضية التباري وإنزالها إلى طابق تحت أرضي يتوفر على كل التقنيات المتطورة لصيانته حتى موعد إجراء مباريات كرة القدم، وذلك لفسح المجال لتنظيم السهرات الموسيقية والحفلات الفنية التي تستقطب مئات الآلاف من الجماهير.

كما أن موقع ملعب سانتياغو بيرنابيو في وسط العاصمة الإسبانية مدريد جعله على اتصال بشبكات هائلة للنقل العمومي حيث تم تدشين محطة ميترو جديدة في باب الملعب حملت إسم الأسطورة “دي ستيفانو”، المحطة المرتبطة برحلات مباشرة مع مطار باراخاس الدولي، هذا بالإضافة إلى أسطول الحافلات وسيارات الأجرة.

ولتوفير مواقف سيارات خاصة بالملعب، تجري حاليا أوراش متعددة في محيطه لزيادة الطاقة الإستيعابية ببناء طبقات تحت أرضية تسمح للمشجعين بالتنقل بعرباتهم حتى إلى قرب بوابة الدخول.

إقرأ أيضا