خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، تكبدت الرياضة الفلسطينية خسائر فادحة، ألقت بظلالها على كافة الأنشطة ذات الصلة. فمنذ بداية العدوان سنة 2023، تحولت المنشآت الرياضية في غزة إلى أهداف مباشرة، ودمرت مئات الملاعب والمراكز الرياضية التي كانت تمثل معاقل الأمل للشباب الفلسطيني.

وبحسب آخر تحديث للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، استشهد أكثر من 715 رياضيًا ومدربًا وإداريًا، منهم نجوم كرة القدم وأبطال الألعاب المختلفة، بينما بلغ عدد شهداء الاتحاد الأولمبي إلى 233 شهيدا.

ولم يقتصر العدوان على تدمير المنشآت فقط، بل شمل أيضًا تدمير المقرات الإدارية للاتحادات الرياضية، منها اللجنة الأولمبية الفلسطينية، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، بالإضافة إلى عدد من الأندية الرياضية التي كانت تمثل الأمل لشباب قطاع غزة والضفة الغربية.

ولم يعد هناك مكان للاحتفالات الرياضية أو حتى لممارسة التدريبات اليومية، فكل شيء أصبح تحت ركام الدمار الذي خلفته قذائف الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى الرغم من حجم الكارثة، واصل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جهوده من أجل الحفاظ على ما تبقى من كرامة الرياضة الفلسطينية.

ودعا، في أكثر من مرة، الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إلى التدخل الفوري لمحاسبة “إسرائيل” على انتهاكاتها المستمرة بحق الرياضة الفلسطينية.

وأقدم الاتحاد الفلسطيني أيضا، خلال هذا العدوان، على تقديم مشروع إلى الكونغرس الدولي لكرة القدم بهدف فرض عقوبات على الاتحاد الإسرائيلي، بسبب مشاركته في تنظيم منافسات لأندية المستوطنات غير القانونية، التي تقام على أراض فلسطينية محتلة، كما طالب بوقف أي أنشطة رياضية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومن أبرز الرياضيين الذين فقدهم القطاع اللاعب محمد بركات، مهاجم المنتخب الفلسطيني، الذي كان قد احترف في نادي الوحدات الأردني ونادي الشعلة الفلسطيني، إلى جانب شادي أبو العراج، حارس مرمى نادي شباب خان يونس، والمدرب طه كلاب.

وفي الساعات الأخيرة قبل إعلان وقف إطلاق النار، يوم الأحد 19 يناير 2025، استشهد اللاعب عبدو أبو الطرابيش لاعب نادي اتحاد بيت حانون بعد قصف إسرائيلي طال مخيم جباليا شمال القطاع، وذلك بعد أقل من أسبوع من اسشهاد زميله في الفريق اللاعب شادي الشاعر .

وفي اليوم الثالث من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بارتفاع عدد الشهداء الذين انتشلت جثامينهم من تحت الأنقاض من رفح إلى 137 منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، بينما أكدت حركة حماس أن الدفعة الثانية لتبادل الأسرى ستتم في موعدها المحدد يوم السبت 25 يناير الجاري.