تنطلق بطولة العالم لكرة اليد في نسختها التاسعة والعشرين، مساء اليوم الثلاثاء، بتنظيم مشترك بين ثلاث دول لأول مرة، وهي النرويج والدنمارك وكرواتيا.
وتستضيف الدول الثلاثة فعاليات نسخة عام 2025 لمونديال اليد، في الفترة من الرابع عشر من يناير الجاري، وحتى الثاني من فبراير المُقبل.
المدن والملاعب المضيفة لبطولة العالم لكرة اليد
أقيمت نسختين سابقتين من بطولة العالم لكرة اليد بتنظيم مشترك، إلا أن ذلك كان باشتراك دولتين فقط، إذ استضافت ألمانيا والدنمارك نسخة 2019، فيم تكفلت السويد وبولاندا بتنظيم النسخة الأخيرة عام 2023، لتصبح النسخة الجارية هي الأولى بتنظيم ثلاثي.
وتحظى صالة جيسك بانك بوكسن الواقعة بمدينة هيرنينج الدنماركية، والتي تتسع لأكثر من 12000 مشجع، بشرف استضافة حفل افتتاح البطولة مساء اليوم، بالإضافة لكافة مواجهات المجموعتين الأولى والثانية من مرحلة المجموعات التمهيدية، إلى جانب منافسات المجموعة الأولى من منافسات الدور الرئيسي.
بينما تستضيف صالة الوحدة (يونيتي ارينا) الواقعة في مدينة بروم على مشارف العاصمة النرويجية أوسلو، فعاليات حفل ختام البطولة بما في ذلك المباراة النهائية ومواجهة الميدالية البرونزية، إلى جانب منافسات المجموعتين الخامسة والسادسة من مرحلة المجموعات التمهيدية، والمجموعة الثالثة في الدور الرئيسي.
وتسيطر كرواتيا التي أوقعتها القرعة مع مصر في المجموعة الثامنة، على النصيب الأكبر من التنظيم، خاصةً في مرحلتي المجموعات، إذ تحتضن ملاعبها مواجهات المجموعات الثالثة والرابعة والسابعة والثامنة بالمرحلة التمهيدية، إضافة لمنافسات المجموعتين الثانية والرابعة بالدور الرئيسي.
وتستضيف كرواتيا البطولة في ثلاثة ملاعب بثلاث مدن مختلفة، هي صالة فارازدين ارينا في مدينة فارازدين، صالة زاتيكا ارينا بمدينة بوريتش، وزغرب ارينا، التي تقع بالعاصمة الكرواتية زغرب، وتستضيف كافة مباريات مصر وكرواتيا في مرحلة المجموعات بدوريها التمهيدي والرئيسي،
سجل ذهبي لأوربا فى بطولات العالم لليد وهيمنة تنتظر الكسر
على مدار تاريخها الممتد منذ النسخة الأولى في ألمانيا 1938، لم يتمكن أي منتخب غير أوربي من اقتناص كأس البطولة، علاوة على ذلك، لم ينجح أي فريق من خارج القارة العجوز في بلوغ المباراة النهائية سوى المنتخب القطري الشقيق، حين أُقيمت البطولة بالدوحة في 2015.
من بين 28 بطولة أقيمت حتى الآن، تتربع فرنسا على قائمة الدول الأكثر حصدا للقب بواقع ستة ألقاب حققتها أعوام 1995، 2001، 2009، 2011، 2015، و2017.
وتتساوى كل من السويد ورومانيا في وصافة الأكثر تتويجا برصيد أربعة ألقاب لكل منهما، ثم تأتي الدنمارك صاحبة الألقاب الثلاث الأخيرة، وخلفها كل من ألمانيا وروسيا وإسبانيا بواقع لقبين لكل منها.
وتملك منتخبات ألمانيا الغربية والاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وكرواتيا لقبًا واحدًا.
يُذكر أن ألمانيا كانت قد تُوِجت بلقب النسخة الأولى التي احتضنتها عاصمتها برلين عام 1938.
مباراة الافتتاح ببطولة العالم لكرة اليد
وتجمع المواجهة الافتتاحية للبطولة بين كل من الدنمارك الدولة المضيفة وحامل اللقب، ومنتخب الجزائر الشقيق، حيث تنطلق المباراة في التاسعة والنصف مساءًا بصالة جيسك بانك بوكسن بمدينة هيرنينج الدنماركية، وذلك عقب نهاية مراسم حفل الافتتاح، الذي يبدأ في تمام التاسعة.
وأوقعت القرعة المنتخبين معًا في المجموعة الثانية، إلى جانب كل من تونس وإيطاليا.
وتتطلع الدنمارك، التي تدخل البطولة بمنتخب هو المرشح الأول للظفر باللقب، نحو التتويج بالبطولة للمرة الرابعة في تاريخها، وكذلك الرابعة على التوالي، إذ يحمل أحفاد الفايكنج ألقاب النسخ الثلاثة الأخيرة، والتي أقيمت أعوام 2019، 2021، و2023.
ويظل المنتخب الدنماركي هو المرشح الأقوى لنيل اللقب، على الرغم من الافتقاد لجهود حارسه الأسطوري نيكولاس لاندين، بعد إعلان اعتزاله عقب أولمبياد باريس الأخيرة، والذي يُعد أفضل حراس المرمى عبر تاريخ كرة اليد، بنظر أغلب متابعي وجماهير اللعبة حول العالم،
ويفتقد الفايكنج كذلك للأسطورة ميكيل هانسن الذي علق حذائه بدوره، ويُعد في نظر الكثيرين أحد أفضل لاعبي كرة اليد عبر التاريخ، وهو الهداف التاريخي لبطولات العالم.
على الرغم من ذلك، لا تزال التشكيلة الدنماركية مفعمة بالعديد من النجوم القادرين على ترجيح كافة منتخب بلادهم، وقيادته لاقتناص لقبه الرابع.
ولعل من أبرز النجوم الذين تترصع بهم قائمة الدنمارك، اللاعب ماتياس جيدسل الظهير الأيمن لنادي فوكس برلين الألماني، وسيمون بيتليك الظهير الأيسر لنادي فلينسبيرج الدنماركي، وزميله يوهان هانسن جناح فلينسبيرج، وإيميل نيلسون حارس برشلونة الإسباني.
على الجانب الآخر، لا يتمتع منتخب الجزائر بحالة جيدة، تسمح له بمنافسة متكافئة مع أبطال العالم، إذ يمر بحالة من عدم الاستقرار، دفعت هشام داود أحد أبرز لاعبي كتيبة محاربي الصحراء للتصريح بأن المنتخب يعاني للغاية وقد يكون غير جاهز لتقديم بطولة كبيرة، نظرًا للظروف السيئة التي تحيط به، والتي امتدت لفنادق الإقامة خلال فترة الإعداد للمونديال.
منتخب الجزائر هو واحد من أعرق البلدان على مستوى كرة اليد في إفريقيا، إذ توج باللقب القاري في سبع مناسبات، وهو يأتي ثالثا خلف تونس صاحبة العشرة ألقاب، ومصر التي تملك تسع كؤوس إفريقية.
وخلافًا لسجلها الحافل قاريًا، لا تمتلك الجزائر تاريخًا كبيرا في بطولات العالم، إذ أن أبرز ما حققه محاربو الصحراء كان احتلال المركز الثالث عشر في بطولة 2001 بفرنسا، واحتلال المركز الخامس عشر في نسختي 1999 بمصر و2011 في السويد
وتحمل مواجهة الفايكنج ذكرى هي الأجمل للجزائريين، إذ أن أول انتصار حققه محاربو الصحراء في تاريخ مشاركاتهم ببطولات العالم، كان قد جاء على حساب الدنمارك نفسها بنتيجة 25/24، ويرجع ذلك لثلاثين عاما مضت، حين أقيمت البطولة بأيسلاندا عام 1995.
غير أن بقية المواجهات المباشرة لا تدعم موقف الجزائريين، إذ التقى البلدان في مناسبتين إضافيتين ببطولات العالم، كان الفوز في كلتيهما من نصيب العملاق الإسكندنافي، حيث فاز بالأولى في بطولة 2003 التي أقيمت في البرتغال بنتيجة 22/19، ثم حسم الثانية بنتيجة 26/19. وذلك في نسخة السويد 2011.
في إطار المجموعة نفسها، تُدَشّنن تونس مشاركتها في بطولة العالم بمواجهة تبدو سهلة نظريًا، إذ تواجه في السادسة والنصف مساءًا منتخب إيطاليا العائد للمشاركة للمرة الثانية فقط في تاريخه ببطولات العالم.
ولا يملك الآزوري اسمًا كبيرا في عالم كرة اليد، إذ يُعد من البلدان المتواضعة في اللعبة بمشاركة واحدة فقط.
ويُدَون الطليان المشاركة الوحيدة لهم تاريخيًا في سجل بطولات العالم، بنسخة 1997 التي أقيمت باليابان، واحتلوا آنذاك المركز الثامن عشر، ويستعدون حاليًا للمشاركة الثانية لأول مرة منذ 28 عامًا.
على الجانب الآخر، يحمل نسور قرطاج إرثًا كبيرا في بطولات العالم بستة عشر مشاركة سابقة عبر تاريخهم.
وجاءت أبرز تلك المشاركات حين استضافت تونس البطولة سنة 2005، ونجح النسور في تحقيق إنجازهم الأبرز بحصد المركز الخامس.
ويحتفظ التونسي وسام حمام بالإنجاز الأبرز عربيا على المستوى الفردي، إذ تُوِج كهدافٍ للبطولة في النسخة ذاتها، بعد أن سجل 81 هدف.
مباريات اليوم الأول لبطولة العالم لكرة اليد
يشهد اليوم الأول من مونديال اليد ظهور أربعة منتخبات عربية، من بين المنتخبات الست التي تشارك في نسخة العام الجاري من البطولة.
ويخوض المنتخب القطري الشقيق مواجهة صعبة للغاية ضد الديوك الفرنسية، تنطلق في السابعة مساءًا، على ملعب صالة زيتيكا ارينا بمدينة بوريتش الكرواتية، ضمن منافسات المجموعة الثالثة من مرحلة الدور التمهيدي.
وتحتفظ قطر بالإنجاز العربي الأفضل في تاريخ البطولة حتى الآن، حين تُوِجت بالميدالية الفضية في النسخة التي استضافتها في أراضيها عام 2015.
وضمن منافسات المجموعة نفسها، يواجه منتخب الكويت الشقيق نظيره النمساوي في صالة زيتيكا ارينا، في التاسعة والنصف مساءًا.
قرعة المجموعات ونظام البطولة
تُقام بطولة العالم لكرة اليد بمشاركة 32 منتخبًا، مقسمة على ثمان مجموعات بواقع أربعة لكل مجموعة، على أن يتأهل أصحاب المراكز الثلاث الأولى عن كل مجموعة نحو دور المجموعات الرئيسي، فيم يتحول متذيلو المجموعات الثمانية للمشاركة في كأس الرئيس الشرفية، التي ينافس عليها أصحاب المراكز من الخامس والعشرين إلى الثاني والثلاثين.
وتنقسم الفرق في الدور الرئيسي لأربع مجموعات، بواقع ستة لكل مجموعة، على أن يتأهل المتصدر والوصيف للمراحل الإقصائية، حيث تستأنف البطولة بنظام خروج المغلوب بدايةً من ربع النهائي وصولا للمباراة النهائية.
وتشهد قرعة البطولة مفارقة غريبة نسبيًا، إذ أوقعت المنتخبات العربية الستة في ثلاث مجموعات، بواقع منتخبين معا في كل مجموعة.
ووقع تونس والجزائر معًا بالمجموعة الثانية، فيمَ تتواجد كل من قطر والكويت في المجموعة الثالثة، بينما تضم المجموعة الثامنة كل من مصر والبحرين.
مجموعات الدور التمهيدي لبطولة العالم لكرة اليد
المجموعة الأولى: ألمانيا، التشيك، بولندا، سويسرا.
المجموعة الثانية: الدانمارك، إيطاليا، الجزائر، تونس.
المجموعة الثالثة: فرنسا، النمسا، قطر، الكويت.
المجموعة الرابعة: المجر، هولندا، مقدونيا الشمالية، غينيا.
المجموعة الخامسة: النرويج، البرتغال، البرازيل، الولايات المتحدة الأميركية.
المجموعة السادسة: السويد، إسبانيا، اليابان، تشيلي.
المجموعة السابعة: سلوفينيا، آيسلندا، كوبا، كاب فيردي.
المجموعة الثامنة: مصر، كرواتيا، الأرجنتين، البحرين.
يمكنكم متابعة مواعيد ونتائج جميع المباريات لحظة بلحظة عبر مركز المباريات