لا حديث الآن بين الأوساط الرياضية إلا عن تألق المنتخب المغربي في بطولة دوري الملوك 2025، تلك البطولة التي أحدثت ضجة كبيرة في عالم كرة القدم بفضل فكرتها المبتكرة وقواعدها غير التقليدية.
ابتكار في عالم كرة القدم
يعدّ دوري الملوك الذي أطلقه نجم كرة القدم الإسباني السابق جيرارد بيكي، واحدا من أكثر البطولات الرياضية المبتكرة في التاريخ الحديث، بحيث يقدم شكلًا جديدًا من المنافسات الرياضية، إذ يعتمد على قوانين غير تقليدية تركز على الإثارة والسرعة، مما يضفي طابعًا خاصًا يعكس حيوية كرة القدم العصرية، عكس البطولات التقليدية مثل كأس العالم أو بطولات القارات التي تعتمد على التوقيت الأطول والمباريات المرهقة.
وتتميز البطولة بمشاركة منتخبات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدول التي لا تتمتع بتاريخ طويل في الساحة الرياضية العالمية.
وقد تم تصميم البطولة لمنح هذه الفرق الناشئة الفرصة للتألق والمنافسة على المستوى الدولي، كما تتيح للمنتخبات الصغيرة أن تقدم نفسها للعالم وتكون جزءًا من التاريخ الحديث لكرة القدم.
الفرق والقواعد.. إثارة وحماس
تُعتبر القواعد المبتكرة لدوري الملوك أحد أبرز ما يميز هذه البطولة، حيث تُقام المباريات ضمن مدة زمنية أقصر مقارنةً بمباريات كرة القدم التقليدية، مما يؤدي إلى زيادة الإثارة والضغط على اللاعبين.
ومن أهم مميزات البطولة أن الفرق التي تحقق انتصارين متتاليين في الجولة الأولى والثانية تتأهل مباشرة إلى ربع النهائي، بينما الفرق التي تحقق فوزًا واحدًا وتخسر الآخر تُمنح فرصة ثانية عبر جولة الفرصة الأخيرة وهي التي انتصر فيها المغرب أمام أوكرانيا ومنحته بطاقة التأهل إلى دور الربع.
وتُقصى الفرق التي لا تحقق أي انتصار في الجولتين الأولى والثانية، لتُمنح الفرق المتأهلة المزيد من الفرص للتألق في الأدوار المتقدمة، الأمر الذي يجعل كل مباراة محورية ومؤثرة في مسار البطولة، ويزيد من حماس الجماهير لمتابعة الحدث.
وتلعب المباريات بسبعة لاعبين فقط في كل فريق، بما في ذلك حارس المرمى، ويستمر اللعب على مدار شوطين من 20 دقيقة.
ويتاح التبديل بلا حدود، كما توجد، كما هو حال كرة القدم التقليدية، بطاقة صفراء تمنح للاعبين المستبعدين لمدة دقيقتين، بينما البطاقة الحمراء تؤدي إلى طرد اللاعب لمدة خمس دقائق قبل أن يدخل بديله.
ومن أحد أبرز ميزات البطولة هي البطاقات الذهبية، التي تُعد “سلاحا سريا” يمكن استخدامها مرة واحدة في المباراة.
وتشمل هذه البطاقات إمكانيات مثل ركلة جزاء فورية، أو إقصاء لاعب منافس، أو حتى هدف مزدوج، كما أن “بطاقة الجوكر” تعتبر الأداة الأكثر قوة، إذ تمنح المدربين القدرة على استخدام أي من هذه الأسلحة في أي لحظة.
علاوة على ذلك، يتم اللجوء إلى ركلات الترجيح بطريقة غير تقليدية، حيث يبدأ اللاعب الجري بالكرة من منتصف الملعب، مع منحه خمس ثوانٍ لتنفيذ الركلة، على غرار ما يحدث في هوكي الجليد.
ولا يمكن للمباريات أن تنتهي بالتعادل، مما يضيف عامل إثارة خاصًا في كل مباراة.
القواعد:
- البطاقات الذهبية:
ركلة جزاء فورية.
القدرة على سرقة بطاقة.
إبعاد لاعب منافس لمدة دقيقتين.
احتساب الأهداف كضعفين.
بطاقة “جوكر” تتيح استخدام أي من البطاقات السابقة.
- الركلات الترجيحية: يتم تنفيذ الركلات من منتصف الملعب، حيث يركض اللاعبون بالكرة نحو المرمى لتسجيل الهدف.
- البداية الغريبة: يبدأ اللاعبون من وراء المرمى، ثم يركضون باتجاه منتصف الملعب في أسلوب شبيه برياضة كرة الماء.
- التبديلات: التبديلات غير محدودة ويمكن إجراء التبديلات بشكل متواصل أثناء المباراة.
- البطاقات الصفراء والحمراء: تعمل بنظام “الـ Sin Bin”، حيث يُعاقب اللاعب بإبعاده لمدة مؤقتة بدلاً من الطرد التام.
- تصويت الجمهور: يمكن للجماهير التصويت على بعض القواعد عبر شراكة مع اليوتيوبر “ليانوس” لتعزيز التفاعل مع جمهور أصغر سناً.
التفاعل الثقافي والتجارب العالمية
إلى جانب الإثارة الرياضية، فإن دوري الملوك يحمل طابعًا ثقافيًا واجتماعيًا مميزًا، حيث يتمكن كل بلد مشارك من عرض تراثه الثقافي، وكان هذا ماميز رئيس المنتخب الوطني المغربي، إلياس المالكي، الذي كان يحرص دائما على اللباس التقليدي المغربي خلال البث المباشر.
وفي سياق هذا الحدث الرياضي العالمي، دخل المنتخب المغربي بطولة دوري الملوك 2025 بتحدٍ كبير، حيث كانت الأنظار تتجه إلى الفريق الذي يسعى لتحقيق إنجاز جديد في ظل النهضة الكروية التي يعرفها المغرب.
وعلى الرغم من البداية الصعبة والهزيمة المفاجئة أمام المنتخب الكولومبي، إلا أن المنتخب المغربي أظهر عزيمة كبيرة في المباريات التالية.
وأثبت المنتخب الوطني المغربي أنه قادر على التكيف مع أسلوب البطولة السريع والضاغط، وذلك بفضل الاستراتيجية التي وضعها المدرب مجيد الخال الذي أكد خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”، أن الجانب الذهني لعب دوراً كبيراً في تعزيز الروح المعنوية للاعبين، مشيدًا بالتزامهم وتفانيهم في تقديم أفضل أداء ممكن رغم التحديات، موجها رسالة شكر خاصة لرئيس النادي إلياس المالكي على حرصه لضمان مشاركة المغرب في هذه التظاهرة العالمية.
روح الفريق والمهارات الفردية
عناصر المنتخب المغربي كانت متميزة بأدائها الفردي، المهم في هذه اللعبة، والجماعي، من نادر اللواح الذي سجل أهدافًا حاسمة، إلى فؤاد العمراني الذي تميز في الهجوم والدفاع، إلى أشرف سعود الذي كان نجمًا في خط الوسط.
ويستعد المنتخب الوطني المغربي لخوض مباراة نصف النهائي غدا الجمعة أمام المنتخب الكولومبي، في مهمة لن تكون سهلة أمام العناصر الوطنية التي تطمح إلى التأهل لنهائي البطولة وإهداء المغرب لقب دوري الملوك.
وتضم قائمة المنتخب المغربي العناصر التالية:
المدرب : مجيد الخال
حراسة المرمى: مروان مزيريرا – يوسف بن سلام
باقي اللاعبين: مبارك بوصوفة – زكرياء حدراف – عصام الراقي – محمد سعود – سعيد العوني – مهدي العامري- إلياس ناصري – حاتم فيناني- فواحد العمراني- ندير اللواح.
يمكنكم متابعة مواعيد ونتائج جميع المباريات لحظة بلحظة عبر مركز المباريات