من قلب الإسماعيلية الباسلة، وتحديدًا من ضفاف قناة السويس التي يعبرها كل يوم بقاربه، يبرز اسم زياد سلامة كواحد من أبرز نجوم الرياضة المصرية. اللاعب الشاب، ابن نادي القناة للتجديف والطالب بكلية طب الأسنان في الجامعة البريطانية، يُعيد أمجاد أجداده الفراعنة الذين أبدعوا في رياضة التجديف منذ آلاف السنين.

إنجازات تتحدث عنها القارات

في عام 2024، حقق زياد سلامة إنجازًا تاريخيًا في بطولة إفريقيا للتجديف ببورتو مارينا، حيث توج بـ5 ميداليات ذهبية، منها ميداليتان في سباقات التجديف الكلاسيكي، و3 ميداليات ذهبية في سباقات التجديف الشاطئي. هذا الإنجاز يؤكد تميزه وتفرده بالتفوق في رياضة التجديف بنوعيها الكلاسيك والشاطئي، ليصبح أحد أبرز أبطال القارة السمراء في هذه الرياضة.

على الصعيد الدولي، حقق زياد إنجازًا استثنائيًا كأول مصري يظفر بميدالية فضية في بطولة قبرص الدولية للتجديف الشاطئي في سباق القارب الفردي لفئة تحت 19 عامًا. كما تألق في بطولة العالم للتجديف الشاطئي، حيث حصل على المركز الرابع في سباق القارب الزوجي والمركز الخامس في سباق القارب الفردي لفئة تحت 19 عامًا.

مهارات لا تُضاهى في التجديف الشاطئي

في بطولة العالم، أظهر زياد تميزًا واضحًا في مهارات التجديف والتقنيات المبتكرة، حيث وصفه الخبراء بأنه الأفضل في تنفيذ الدوران بالقارب خلال سباقات التجديف الشاطئي. الطريقة التي أتقنها زياد في الدوران سُجلت كواحدة من أبرز التقنيات في البطولة، ما يعكس تفوقه التكتيكي والفني.

وصفه الاتحاد الدولي للتجديف بـ"Multi-task Athlete" لما يمتلكه من مرونة استثنائية في الجمع بين التجديف الكلاسيكي والشاطئي، وهو ما جعله حديث البطولة بأدائه المذهل وروحه القتالية.

من الإسماعيلية إلى لوس أنجلوس

زياد سلامة لا يكتفي بما حققه، بل يضع نصب عينيه هدفًا أكبر: المشاركة في أوليمبياد لوس أنجلوس 2028، حيث تُدرج رياضة التجديف الشاطئي لأول مرة في تاريخ الألعاب الأوليمبية. في أحد لقاءاته التليفزيونية، أكد زياد أن حلمه الأوليمبي ليس بعيدًا، وأنه سيعمل بجهد لتحقيقه ورفع اسم مصر عاليًا على السواحل الأمريكية.

الفرعون الجديد

زياد سلامة، الفرعون المصري الذي يسير على خطى أجداده، يثبت يومًا بعد يوم أن الطموح والعمل الجاد قادران على تحقيق المستحيل. إنجازاته في عام 2024 ليست سوى البداية لمسيرة رياضية واعدة، تحمل معها أملًا كبيرًا لمستقبل رياضة التجديف في مصر. تذكروا هذا الاسم جيدًا، فهو يبحر نحو المجد بكل قوة وإصرار.