الرياضة

"بعد أحداث هولندا".. لماذا تشارك الأندية والمنتخبات الإسرائيلية في البطولات الأوروبية؟

05:14 م الجمعة 08 نوفمبر 2024

كتب - يوسف محمد:

أثارت الأحداث التي شهدها محيط ملعب "يوهان كرويف" في هولندا، الذي استضاف أمس مباراة أياكس أمستردام الهولندي أمام فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، في إطار منافسات بطولة الدوري الأوروبي.

وأظهرت العديد من مقاطع الفيديو، التي انتشرت عبر موقع التغريدات "X" تويتر سابقاً، وهم يقومون بتمزيق الأعلام الفلسطينية المعلقة، على نوافذ المنازل بجوار الملعب، فيما أظهرت مقاطع فيديو أخرى الجماهير وهم يجبرون جماهير مكابي الإسرائيلي للهتاف بجملة "الحرية لفلسطين".

وأعادت هذه الحادثة سؤال يتم تداوله وطرحه بشكل دائم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو الرغبة في الاطلاع على السبب الذي يجعل إسرائيل تشارك تحت مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، على الرغم من وقوعها على الحدود مع الأردن ومصر.

ويعود السبب الرئيسي وراء مشاركة إسرائيل في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إلى أسباب ليست رياضية في المقام الأول، لكنه يعود إلى رفض العالم العربي لإنشاء هذه الدولة.

وقبل انطلاق النسخة الأولى من بطولة كأس العالم 1930 بعامين فقط، تم تأسيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم عام 1928، أي قبل إعلان الدولة ذاتها ب 20 عاماً، بعدما الإعلان عن تأسيس دولة عام 1948.

وانضمت إسرائيل إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بعد عام واحد فقط من تأسيس الاتحاد أي في عام 1929، بدأت إسرائيل المشاركة في البطولات المختلفة تحت مظلة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بداية من عام 1954، وسط حالة من المعارضة الشديدة من بعض الدول الأعضاء.

ولم تحظى إسرائيل بترحيب أي من الدول العربية، خلال المواجهات التي جمعت بينهما، بل أن عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، رفضوا مواجهة هذا المنتخب في أي من المنافسات، وهو الأمر الذي ظهر بشكل واضح للجميع في التصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 1958.

ووضع الاتحاد الدولي لكرة القدم، نظاماً في التصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 1958، يلزم ضرورة وجود مواجهات بين أفريقيا وآسيا ومعهم منتخبات إسرائيل وقبرص وتركيا في منطقة واحدة من التصفيات، على أن يتأهل منتخب واحد فقط إلى المونديال.

وكان من المقرر أن يواجه المنتخب المصري منتخب الكيان الصهيوني، لتحديد المتأهل إلى كأس العالم بالسويد عام 1958، ليقرر المنتخب المصري الانسحاب من المباراة، تجنباً للإحراج رفض الاتحاد الدولي تأهل إسرائيل بشكل مباشر إلى المونديال وقرر إقامة مباراة فاصلة بين إسرائيل ومنتخب ويلز، انتهت لصالح منتخب ويلز بهدفين دون مقابل بمجموع المباراتين.

وتكرر هذا الموقف في الكثير من المواجهات الخاصة بإسرائيل التي كان طرفها منتخب عربي، حيث استضافت إسرائيل عام 1964 بطولة كأس آسيا، التي تمكنت من تحقيقها للمرة الأولى، ولكن هذا الحدث لم يكن على المستوى، حيث انسحب 11 منتخب من المشاركة في البطولة من أصل 16، لتتوج إسرائيل باللقب بعد الفوز على كلا من الهند وكوريا الجنوبية وهونج كونج فقط.

وقام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 2015، فيديو عن تاريخ بطولة آسيا ولكنه غفل بشكل كامل بطولة عام 1964 التي توجت بها إسرائيل.

وكان عام 1974 نهاية لمشاركة اسرائيل في مختلف البطولات، التي تقع تحت لواء الاتحاد الآسيوي، حيث تم تجميد عضوية إسرائيل في الاتحاد الآسيوي عام 1974، قبل أن يتم استبعاده بشكل نهائي عام 1976، في موقف قادته الكويت من خلال أحمد السعدون رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك.

وتحدث أحمد السعدون في عام 2012، عن كواليس استبعاد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي، قائلاً: "قمنا بعمل العديد من الاتصالات مع مختلف الدول العربية الأعضاء في الاتحاد الآسيوي وطلبنا منهم الانضمام، من أجل التصدي للكيان الصهيوني وازاحته".

وبعد أن تم استبعاد إسرائيل من قبل الاتحاد الآسيوي، شاركت في إسرائيل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1982 تحت مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قبل أن تشارك في تصفيات نسختي مونديال 1986 و1990 في أوقيانوسيا.

وأصبح اتحاد كرة القدم الإسرائيلي عضواً كامل في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، منذ عام 1994 بعد أن تمكن منتخب إسرائيل من تحقيق الفوز على حساب فرنسا في تصفيات كأس العالم عام 1993.

وبدأت الأندية الإسرائيلية المشاركة في البطولات الأوروبية بداية من عام 1991.

أقرأ أيضاً:

"بعد هدفه في سلافيا براج".. أرقام عمر مرموش رفقة فرانكفورت هذا الموسم

إقرأ أيضا